قصيدة رائعة أرجو قرائتها

كيف أضعتها يا ابن مرار

ذهلتُ عندَ تأكدي من صحةِ الأخبارِ...وانفجرتُ باكياً عند عتبة كل منزلٍ ودارِ

ورددَ قولاً كل من كان بي ذا صلــةٍ...كيف تضيعُ كنزاً ثمينــــاً يا ابــنَ مــرارِ

أجبتهم ودموعي تحرمني البسمــة...حاولَ التفريق بيننا كل الأنذالِ والـفجارِ

لكنني كنتُ مدركاً غلــطتي بأننــــي...أهــملتُ حبنــا وأضــعتها مثـلَ الــحمارِ

*******

وجــهها مزيـن بلؤلؤتين مغريــتين...كنجمــتين أنارتــا في وضـــــح النــهارِ

زينة شعرُها يســيلُ علـــى خديهــا...كما تســــيرُ المـــياهُ بهدوءٍ في الأنهارِ

بنـــاءٌ أنا وكيـــفَ أكتمــلُ بغيابـــكِ...وكلَ لحظــةٍ يُـــخافُ علـي من الانـهيارِ

ثمارٌ أنا وكيــــف أنضـــجُ ببــــُعدك...وهل تنمو الثمار وحدها دون الأشــجارِ

ضريرٌ أنا لا أبصر سوى نــــــوركِ...وبابتعادك هل أرى شيئاً دونَ إبصـــاري

سبحان خالقك الذي خلقــك كامــلة...صعبٌ وصفك بكلمـــاتِ ابن قباني نــزارِ

خــــداكِ ناعمين انعمُ من الــــحريرِ...ومع كلَ نظرةِ حـــبٍ يصابوا بالاحمــرارِ

تنظرُ إليــــكِ العيونُ مليئة بالشغفِ...ولرؤيةِ بياض وجهك تصابُ بالانبــــهارِ

جمالـُـك لا توصفه الكلماتِ كلـــــها...ومهما حاولتُ وصفك نفذت كل أفكـاري

ولو كانَ جمــــالك مكيـــالاً يكـــــالُ...فلن يتم قيــــاسَه لا بمــيزانٍ ولا بمعيارِ

يا ليتني كنتُ مرآتك لتنظـــري إلي...وأتخذ من رؤيتــــك مصــدراً للافتـــخارِ

صوتك نوتـــة موسيقيــة ملــــحنة...ولسماع كلامــــك تخشـــع كل الأوتــــارٍ

لؤلؤة أنتِ أحميك كأنني الصدفــــة...فهيا نعشــــقُ بعضنا لنحلي مياهَ البـحارِ

نــــذرتُ نفسي حبـــاً لك مؤبــــــداً...فأنتِ وحـــدك تزيلي عني عبـئ أوزاري

أنـــى تكن الفتياتُ بنصـــفِ جمالِك...ومقارنة بعيـــونِك يوصفون بالافتــــقارِ

كم كانَ صعباً علي الوصـول لقلبك...وعندَ الفراق لـم أجـد طريقة للاعتــــذارِ

بزغت شمسُ الفراقِ في السمـــاءِ...فحولت حبـــي الوحـــيد لك إلــى بــــخارِ

والله لو خيرتُ أن أحـبَ كل فتــــاةٍ...سيكون الحــــب الأبدي لك هو خيــــاري

صُوبت نحوي فوهة المــــــــسدسِ...لكنَ المواظبة على حبــكِ كــــان قراري

لو فـــرقَ للحظـــةٍ القــــدرُ بيننــــا...فجهزي التابـوتَ لأنني سأبدأ بالاحتضارِ

فابتعادك يقتـــلني لشـــدةِ الاشتياقِ...وقلبـــي الحزين للفـــراق يُضرم بالــــنارِ

فعــــودي وأصلحي حالي اليائســةِ...فبعدك عنها يحولها ركاماً محتاج لإعمـارِ

*******

من لم يكن له هــدفـاً في الــــــحياة...فليسرع وليقم تحتَ الثــرى بالاندثــــــارِ

الحياة دربان وحيدان خـير أحدهما...فان تخيرت بينهما فأحســـن بالاختيــــارِِ

من أضاعَ وقته لــهواً ولعـــباً نــدمَ...طيلة حياته ونالت منه نظرات الإستحقارِ

أعمالك كالشـــــــجرِ فاسقها جــيدا...فان فعلت ذلك ناضـــجاً يكن جنيَ الثــمارِ